MA7DOOD EL DA7'L »

المكتبة الوثائقية Documentary films

Advertising

عايز نصرته ...طبق سنته

المكتبة الوثائقية Documentary films

الخميس، 20 مارس 2008

الأحزاب الأسرائيلية { جـ 1 }

توجد في إسرائيل إلى جانب مؤسسات الدولة الرسمية، قوى غير رسمية، تتمثل في الأحزاب السياسية غير المشاركة في الائتلاف الحاكم، وجماعات الضغط أو المصالح. تشارك هذه القوى في رسم السياسة العامة للدولة، ومن ثم في صنع القرار السياسي.
أبرز ما تتميز به الأحزاب الإسرائيلية هو تعددها، ومرجع هذا التعدد هو التركيب المتناقض للمجتمع الإسرائيلي، والتفاوت الظاهر بين مختلف طبقاته وفئاته، التي هي عبارة عن خليط متنافر من الجماعات ذات الأصول المتباعدة، والاتجاهات المتباينة، عنصرياً، ودينياً، وفكرياً، وثقافياً.
ومن ثم كان من الطبيعي أن يؤدي هذا التنافر إلى أن تعبر كل فئة أو جماعة عن نفسها في حزب سياسي، بعد أن عزز النظام الانتخابي القائم على أساس التمثيل النسبي للأحزاب في الكنيست، الاتجاه نحو تعدد الأحزاب، بما يكفل، إلى حد بعيد، تمثيل الأحزاب الصغيرة تمثيلاً يتناسب مع عدد أعضائها.
اتفق الكثيرون على تصنيف الأحزاب الإسرائيلية إلى يسارية، ويمينية ودينية استناداً إلى منطلقاتها الإيديولوجية، بيد أنه من الصعوبة القطع بصحة هذا التصنيف، ذلك أن كل الأحزاب السياسية في إسرائيل تشترك في إيديولوجية واحدة هي:
الإيديولوجية الصهيونية التي كان هدفها الوحيد قبل عام 1948:
إقامة دولة يهودية في فلسطين عن طريق طرد سكانها الأصليين وإحلال الجماعات اليهودية المهاجرة محلهم.
ثم أصبح بعد عام 1948:
الحفاظ على أمن هذه الدولة وبقائها، وعلى طابعها اليهودي، من خلال استمرار تدفق هجرة الجماعات اليهودية، والعمل على ضمان استيعابهم داخل الدولة، ضمان تفوق الدولة على جيرانها العرب في كافة المجالات.
راحت الحركة الصهيونية - في أواخر القرن التاسع عشر، وأوائل القرن العشرين - تُشجّع قيام أحزاب متعددة الاتجاهات، بقصد احتواء جميع الفئات والجماعات اليهودية المختلفة داخلها. ومن ثم ظهرت ثلاثة تيارات رئيسية، يؤمن معظمها بالصهيونية السياسية، ويشترك جميعها في هدف واحد، بينما تختلف في سبل تحقيق ذلك الهدف. وهذه التيارات الثلاثة هي:
1. العمالي الاشتراكي.
2. الصهيوني اليميني.
3. الديني.
وقد تضمن التيار الأخير جناحاً صهيونياً دينيا،ً وآخر معارضاً للصهيونية، آثر الخروج من المنظمة الصهيونية العالمية. وهكذا تعددت السبل وظل الهدف واحداً وواضحاً وثابتاً، مما أدى إلى تعايش فئات يهودية ذات أفكار مختلفة، ورؤى متناقضة (ماركسية، اشتراكية، محافظة، ليبرالية، دينية،…) في ظل إطار أيديولوجي واحد هو "الصهيونية".

تشترك كل الأحزاب السياسية في إسرائيل في عدد من السمات أبرزها ما يلي:
1 - إنها نشأت في أوروبا الشرقية، وعلى وجه الخصوص في بولونيا وروسيا، ثم انتقلت إلى فلسطين، قبيل إنشاء الدولة، أو أنشأت لها فروعاً فيها، بعد أن سبقتها طلائع المهاجرين اليهود في استعمار البلاد واستيطانها. وقد تكوّن معظم هذه الأحزاب، بعد المؤتمر الصهيوني الأول وقيام المنظمة الصهيونية العالمية عام 1897، بل إن الكثير منها نشأ في كنف المنظمة ذاتها وبتشجيع منها، مثل «حزب عمال صهيون» الذي نشأ لمواجهة "عصبة العمال اليهود في ليتوانيا وبولندا وروسيا : البوندو*"حزب المركز الروحي: المزراحي" بقصد استمالة اليهود المتدينين في شرق أوروبا.
2 - إن هذه الأحزاب تعكس، من ناحية، صورة الحركة الصهيونية التي جمعت شتات مذاهب الجماعات اليهودية. ومن ناحية أخرى، تعكس حالة المجتمع الإسرائيلي المكون من جماعات وفئات مختلفة الأصول العرقية والدينية. فمن الأحزاب العرقية حزب "حراس التوراة الشرقيين: شاس" وحزب «صعود إسرائيل: إسرائيل بعاليا».
3 - إن هذه الأحزاب ليست مجرد أحزاب سياسية تسعى إلى الفوز في الانتخابات والوصول إلى الحكم، وإنما هي تقوم بعدة نشاطات تشمل كافة مجالات المجتمع من سياسية، واقتصادية، واجتماعية، وثقافية، وفنية، ورياضية، وترفيهية. فالحزب يدير الحملات الانتخابية، ويقدم مرشحيه فيها، ويوفر السكن لأعضائه، ويدير الشركات، والأعمال التجارية، والصناعية، كما يشرف على مستعمرات زراعية، وكيبوتزات** ، ومستشفيات، ومصحات، ونواد رياضية، ويصدر نشرات ثقافية، وجرائد، ومجلات تعبر عن أفكاره. وهذا يدفع العديد من الباحثين إلى القول بأن الأحزاب السياسية، في إسرائيل، تسيطر على حياة أتباعها من المهد إلى اللحد، وإنها في جوهرها منظمات استيطانية. ولعل وضع هذه الأحزاب يفسر عدم وجود مرشحين مستقلين في إسرائيل.
4 - إن كل هذه الأحزاب قد شكل، قبل قيام الدولة، ميليشيات عسكرية مسلحة، غدت بعد 1948، تشكل ما صار يُعرف باسم «جيش الدفاع الإسرائيلي: زاحال». ومن هذه الميليشيات قوات «الهاجاناه» التي كانت تابعة لحزب «الماباي»، ومنظمة «الأرجون» التي تحولت إلى حزب سياسي يحمل اسم «الحرية: حيروت» بعد قيام الدولة.
5 - إن كل هذه الأحزاب لا تعبر عن أفكار، ومبادئ متناقضة، بل تؤمن كلها بأيديولوجية واحدة، هي الإيديولوجية الصهيونية*** . ومن ثم فإن التنافس بين هذه الأحزاب، هو تنافس حول المنافع السياسية، والاقتصادية، وليس حول المبادئ، والأهداف. ولعل هذا يُفسر تناسي هذه الأحزاب، لاختلافاتها، ومبادئها، عند تشكيل الحكومات الائتلافية.
6 - تتركز السلطة داخل هذه الأحزاب في يد قادتها على نحو مركزي، وما على باقي أعضاء الحزب إلا الطاعة وتنفيذ قرارات قيادة الحزب وتعليماتها. وقيادة كل حزب، مسؤولة عن تشكيل قوائم المرشحين في الانتخابات؛ وهذا يفسر اتجاه العديد من الأحزاب ـ في الحقبة الأخيرة ـ إلى إجراء انتخابات داخلية لاختيار قائمة المرشحين للإنتخابات.
7 - إن كل هذه الأحزاب تتلقى دعماً ومساندة مالية ومعنوية من فروعها في الخارج، أو من المنظمات اليهودية المنتشرة في العديد من دول العالم.
8 -على الرغم من علمانية معظم الأحزاب السياسية، إلا إنه ليس بمقدورها إغفال قيمة ووزن الأحزاب الدينية بل إنها تنسى اختلافها معها، ورفضها لمطالبها عشية تشكيل حكومة ائتلافية، وذلك بهدف ضمان ولاء هذه الأحزاب الدينية. التي تتغاضى بدورها عن تمسكها الشديد بمبادئ الشريعة اليهودية وقت تـأليف الحكومات، بقصد الحصول على أعظم منافع سياسية ممكنة، فكثيراً ما عارضت الأحزاب الدينية الانضمام إلى حكومات لا تطبق الشريعة، غير أنها سرعان ما تراجعت وقبلت الائتلاف مع أحزاب أخرى تضمن لها تحقيق بعض مصالحها.
9 - تتسم الأحزاب السياسية بالتعددية**** , حيث تكثر عمليات الانشقاق والانقسام عشية كل دورة انتخابية. فقد كان عدد القوائم، التي تقدمت إلى أول انتخابات عام 1949 ،24 قائمة، وفي عام 1959، وصل العدد إلى 26 قائمة ثم إلى 31 قائمة عام 1981. وفي انتخابات عام 1996، كان عدد القوائم 19 فقط، أما انتخابات الكنيست الخامس عشر - الأخيرة - عام 1999، خاضتها 33 قائمة. وتعود هذه السمة إلى أسباب عدة منها:
أ. طبيعة الجماعات اليهودية، ونزوعها نحو الإفراط في التحزب.
ب. طبيعة المجتمع الإسرائيلي القائم على خليط متعدد الأجناس، والثقافات، واللغات.
ج. تشجيع المنظمة الصهيونية العالمية، على تمثيل كافة الاتجاهات داخلها لضمان ولاء كافة الجماعات اليهودية.
د. النظام الانتخابي المتمثل في نظام التمثيل النسبي مع القائمة الحزبية، مما لا يسمح للأفراد بالترشيح كمستقلين.
وتجدر الإشارة إلى أن تعدد الأحزاب، في إسرائيل، يعمل على امتصاص التناقضات الموجودة داخل المجتمع، ويحول دون تفجرها. كما أن هذه الأحزاب تتحد وتندمج عند الخطر. بسبب اتفاقها على الثوابت والأهداف العليا، فليس ثمة اختلاف، مثلاً، حول استمرار تدفق المهاجرين اليهود، وحول ضمان استيعابهم واستيطانهم، وحول أمن الدولة وتفوقها العسكري والاقتصادي، على جيرانها العرب. ولعل مما يساعد على ذلك تجانس قيادات كل هذه الأحزاب وانتمائها إلى موطن واحد هو شرق أوروبا.
ويفسر التقارب الأيديولوجي بين الأحزاب كثرة وسهولة الانشقاقات، والائتلافات، بينها من جهة، وعدم واقعية تصنيفها إلى أحزاب يسارية، وأخرى يمينية، من جهة أخرى. لقد كان تكتل «ليكود»، بزعامة «مناحيم بيجن»، أكثر مرونة من حزب «العمل»، إبان التفاوض مع مصر، كما أن حزب العمل، الذي يوصف بأنه حزب معتدل، هو الذي خاض كل حروب إسرائيل التوسعية ضد الشعوب العربية، وارتكب العديد من المذابح والمجازر ضدها.

ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ

* تشكلت هذه العصبة في روسيا عام 1897، للدفاع عن مصالح الطبقة العمالية اليهودية هناك، ومحاربة قوانين التمييز المعادية لهم. وقد التزمت بالماركسية ورفضت في البداية الفكر الصهيوني، ولكن بمرور الوقت وتحت تأثير الدعاية الصهيونية أقر مؤتمر العصبة عام 1901 وجود «قومية يهودية».
** الكيبوتز: كلمة عبرية تعني `الجماعة` أو التجمع وقد تطور هذا المعنى فأصبح يشير إلى مجموعة من الناس يعيشون بشكل مشترك في مزرعة تعاونية زراعية.
*** تتعين الإِشارة إلى أن ثمة أحزاباً إسرائيلية لا تستند إلى الصهيونية ولا تؤمن بها، مثل الأحزاب الشيوعية، والأحزاب العربية، وبعض الأحزاب الدينية. هي أحزاب أقلية.
**** إن كثرة تعددية الأحزاب كما تظهر في عدد القوائم الانتخابية لا تعني أن كل قائمة تمثل حزباً منظماً، أو أعدها حزب سياسي، أو مجموعة أحزاب سياسية. وتجنباً للخلط بين القائمة والحزب، يمكن القول أن الحزب السياسي المنظم يعرض قائمته قبيل الانتخابات. لكن هناك قوائم ليس وراءها أحزاب، إذ قد يخوض شخص واحد أو مجموعة من الأشخاص الانتخابات في قائمة واحدة لغرض معين، وسرعان ما تختفي هذه القوائم، خصوصاً إذا لم تفز بأي مقعد في الانتخابات. في حين أن الحزب هيئة قائمة تسعى إلى الوصول إلى السلطة ضمن القواعد الثابتة للانتخابات. وتعبير `قائمة` هو الاسم الفني الذي يطلق على أشخاص يتنافسون في الانتخابات، والاسم لا يعني شيئاً بالنسبة إلى العلاقات المؤسسية القائمة بينهم. ولقد جاء قانون الانتخابات الإسرائيلي ليعكس النظام الذي اتبعه المجلس الملّي اليهودي. فهو يتيح الفرصة أمام مجموعة من الأشخاص لخوض الانتخابات، والفوز بمقعد أو أكثر، فكل قائمة تحصل على 1% - ارتفعت النسبة الآن إلى 1.5% - فما فوق من مجموع الأصوات الصالحة، تكون قد جاوزت نسبة الإغلاق وتشترك في توزيع مقاعد الكنيست، لأن النظام الانتخابي المعمول به في إسرائيل قائم على مبدأ التمثيل النسبي، المستند إلى قاعدة أن عدد المقاعد في الكنيست يجب أن يوزع بالنسبة إلى عدد الأصوات التي ينالها كل حزب. فالتمثيل النسبي معناه: أ. إن إسرائيل تعد دائرة انتخابية واحدة، يتم الانتخابات فيها في يوم واحد يعتبر عطلة رسمية. ويتم انتخاب الكنيست على أساس قوائم حزبية، إذ تقدم الأحزاب قوائم مرشحين يعينهم الحزب بنفسه، ويصوت كل ناخب لهذه القائمة أو تلك من دون أن يكون له أي تأثير على التركيب الشخصي لقوائم المرشحين. أي أن التصويت يكون للحزب لا للمرشح. ب. تقسم الأصوات الصالحة التي أُسقطت في صناديق الاقتراع على عدد المقاعد النيابية في الكنيست، والعدد الناتج عن هذه القسمة يوازي مقعداً نيابياً واحداً، والذي يفوز هو المرشح الأول ثم الذين يأتون بعده بحسب تسلسل أرقامهم في القائمة. (سمير جبور، `انتخابات الكنيست الحادي عشر 1984`،مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، ط1،1985،ص35).
وللحديث بقية بإذن الرحمن
في أمان الله
...

هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

السلام عليكم
أخى الكريم جزاك الله خيرا على هذا الجهد وحسن الطرح
ونفع الله بكم
بس هو حضرتك حضرت للسفير محمد البسيونى سفر مصر السابق لإسرائيل لأنه أكت واحد بسمع منه ويعرف عن النقط دى
عموما مدونتك رائعة وتستحق المتابعه
وبدعوك كمان لزيارة مدونتى آفاق الإسلام
تقبل تحياتى

محدود الدخل يقول...

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
سعيد جدا بمرورك يا عمر وأنا للأسف محضرتش للسفير محمد بسيوني حاجة
والمعلومات في المدونة كلها من مصادر مختلفة من النت ومن كتب وصحف ومقالات
بشكرك على كلامك الجميل وسعيد أن المدونة عجبتك وتابع معانا هتلاقي كل يوم جديد بأذن الله
...